كلمة
صباحية للإذاعة المدرسية
اعرف
قيمتك
زملائي الطلاب الأعزاء ، حضرات المعلمين الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أسعد الله صباحكم بكل خير ،
أقدم لكم كلمة صباحية عبر أثير إذاعة مدرستنا تحت عنوان
" لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا صاحب فضل "
يقول الله تعالى في كتابه المجيد :
مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ
أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ( سورة فاطر : 10)
وجاء في سيرة المصطفى عليه السلام أن الصحابي عبد الله بن مسعود
كان يقطع عودا من السواك ، وكان ابن مسعود صغير الحجم رفيع الساقين ، فرفعت الريح
ثوب ابن مسعود وكشفت عن ساقيه الدقيقتين، فصار الناس يضحكون من ساقيه ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «مم تضحكون؟» قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال:
«والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد» .
فعلَّم الرسول عليه السلام الصحابة والمسلمين من بعدهم أن قيمة
الإنسان ليس في حجمه وشكله بل في دينه وتقواه وعلمه .
وإليكم هذه القصة عن قيمة الإنسان :
اب قبل ان يموت كان عنده ساعة قديمة جدا، ورثها
من أجداده ، قال لابنه الوحيد هذه ساعة جد
جد جدك، عمرها اكثر من 200 سنة، لكن قبل
ان اتركها لك ميراثا ، أريد منك أن تذهب أولا إلى محل الساعات في اول الشارع ، وقل له أريد أن
أبيع هذه الساعة ، بكم تشتريها .
ذهب الابن بسرعة ورجع ، وقال لأبيه : لقد عرضت
الساعة على الساعاتي ، وقال لي أنها ساعة قديمة لا تساوي أكثر من دينار .
سر الأب من نشاط ابنه، وقال له : حسنا ، اذهب إلى
محل الأنتيكة في المدينة ، واعرض الساعة عليه ، واسمع كم يدفع لك ثمنا لها .
بهمة ونشاط ذهب الولد إلى محل الأنتيكة، وعرض
الساعة على صاحب المحل،
ثم عاد الي والده ، وأخبره صاحب المحل أن هذه
الساعة أنتيكا ، وقال أنها تساوي مئة دينار .
قال الأب : الآن اذهب إلى المتحف الوطني ، واعرض
على مدير المتحف الساعة، وقل له أنك تريد أن تبيعها.
وفعل الابن ما أمر والده ، وعاد فرحا مسرورا ،
وأخبر والده أن مدير المتحف عرض عليه ألف دينار ثمنا للساعة.
قال الأب لابنه : أحسنت يا ولدي، كنت أريد أن
أعلمك من ثمن الساعة أنك في المكان الصحيح تأخذ قيمتك التي تستحق، ولا تضع نفسك
عند من لا يقدر قيمتك .
عزيزي الطالب :
من يعرف قيمتك هو الذي يقدرك .
لا تضع نفسك في مكان لا يليق بك فتفقد قيمتك
وأختم بقول شاعر
الفروسية عنترة بن شداد :
حكّمْ سيُوفَكَ في
رقابِ العُذَّل واذا
نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
واختَرْ لِنَفْسِكَ
منْزلاً تعْلو به أَوْ مُتْ كريماً
تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته