3
|
الصـف
|
يـوم الأرض
|
30 / آذار
|
الثاني عشر
|
معلمي الأفاضل، زملائي الطلاب ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صباح هذا اليوم دقت الساعة قائلة : هذا يوم الأرض يا أبناء فلسطين ، وفي يوم الأرض تكمل الشمس دورتها في فلك الزمان لتعلن أن فلسطين لنا: أرضا وماءً وسماءً من البدء حتى قيام الساعة.
صباح هذا اليوم أيقظت العصافير صغارها قائلة : هذا يوم الأرض يا طيور فلسطين، وفي يوم الأرض تنتفض النسور الجريحة في قمم الجبال، لنعلن أن فلسطين وطن الحرية والكرامة والشموخ من صرخة الميلاد إلى زفرة الممات.
صباح هذا اليوم استيقظ الغيم وقال للريح: هذا يوم الأرض أيها المشردون ، وفي يوم الأرض يلمع سيف البرق في سماء فلسطين، ليعلن ميلاد العواصف ويبشر بعودة الربيع على أجنحة الرعود.
صباح هذا اليوم ، أيقظت أم الشهيد ابنتها، وقالت لها قومي انظري فهذي أرض فلسطين، أرض الشهداء تحتفل اليوم بميلاد الشهداء، وترش دماءهم الحمراء على ورد شقائق النعمان وتدعو الأحباب لعيدها.
صباح يوم الأرض نمد صوت إذاعتنا المدرسية لنقول دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ..
أعزائي أبناء فلسطين، معا وبصوت واحد نقرأ سورة الزلزلة، لنعلن أن دولة الباطل لا بدّ زائلة: ( يقرأ الجميع سورة الزلزلة .. )
كيف بدأ يوم الأرض ؟
منذ البداية كانت الأرض الفلسطينية هي جوهر الصراع مع الحركة الصهيونية التي أسست دولة إسرائيل، فكان من قرارات المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بال في سويسرا عام 1897 م أن فلسطين هي أرض بلا شعب، ومن واجب الصهيونية تهجير يهود العالم ليسكنوا في فلسطين، ومنذ ذلك اليوم والحركة الصهيونية تعمل ليل نهار على سرقة الأرض الفلسطينية وتوطين اليهود في بلادنا.
في نكبة عام 1948 قام اليهود بارتكاب المجازر من أجل تهجير الشعب الفلسطيني، وهاجر أغلب الشعب الفلسطيني من أرض فلسطين ليصير لاجئا في الدول المجاورة، ولم يكتف الصهاينة بذلك بل عملوا بكل الوسائل لكي يستولوا على ما تبقى من أرض بأيدي العرب الذين بقوا في ديارهم من خلال سياسة تهويد الأرض العربية، وذلك من خلال وضع القوانين الظالمة مثل مصادرة أرض الغائبين والمصادرة لأسباب عسكرية والمصادرة بحجة تطوير الجليل وغيرها من القوانين .
في الثلاثين من آذار من عام 1976 وقف الشعب الفلسطيني في الجليل ليقول كفى لمصادرة الأرض وتهويده، في هبة بطولية لم يشهدها الجليل من قبل، وكان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، وكأنها لم تكتف بملايين الدونمات التي صادرتها من قبل .
ردّا على هذه السياسة دعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي مع عشرين رئيسا من رؤساء المجالس المحلية إلى الإضراب العام في المدن والقرى العربية استنكارا لسياسة مصادرة الأرض في 30 آذار من عام 1976. واستعدت سلطات الاحتلال لمواجهة هذا الإضراب بكل الوسائل . ففي مساء 29/03/1976 داهمت قوات الشرطة ، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، وقد اشتبكت مع الأهالي واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين وكان أول شهداء يوم الأرض.
وفي اليوم الثاني أي يوم 30/03/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، ولكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وحقدهم، وخرج الشعب إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل كان نتيجتها أن ارتقى ستة شهداء ، بالإضافة إلى جرح 226 آخرين واعتقال المئات .
ومنذ ذلك اليوم والشعب الفلسطيني في جميع أرجاء العالم يحي ذكرى يوم الأرض ليؤكد أن أرض فلسطين رقم أولي لا يقبل القسمة على اثنين .
من قصيدة ( خطاب في سوق البطالة )
للشاعر سميح القاسم
ربما أفقدُ ما شِئْتَ معاشي ،
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجارا وعتالا .وكناس شوارع ،
ربما أعمل حجارا وعتالا .وكناس شوارع ،
ربما أبحث في روث المواشي عن حبوب
ربما أخمد ...عُريانا...وجائعْ ،
ربما أخمد ...عُريانا...وجائعْ ،
يا عدو الشمس ...لكن...لن أُساوم۫ ........وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم۫.
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي ، ربما تُطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي ..من أثاثٍ ..وأوانٍ..وخوابِي
ربما تحرق أشعاري وكتبي ،
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي ، ربما تُطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي ..من أثاثٍ ..وأوانٍ..وخوابِي
ربما تحرق أشعاري وكتبي ،
ربما تُطعم لحمي للكلابِ
ربما تَُبقى على قريتنا كابوسَ رعبِ ،
ربما تَُبقى على قريتنا كابوسَ رعبِ ،
يا عدو الشمس لكن.. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
ربما تُطفئ في ليلي شُعله ،
ربما تُطفئ في ليلي شُعله ،
ربما أُحرم من أمي قُبلة
ربما يشتم شعبي وأبي طفل وطفلة
ربما يشتم شعبي وأبي طفل وطفلة
ربما تغنم من ناطور أحزاني غفلة ،
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدلة ،
ربما تخدع أصحابي بوجه مستعار ،
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدلة ،
ربما تخدع أصحابي بوجه مستعار ،
ربما ترفع من حولي ألف جدارٍ وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم ، وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
يا عدو الشمس ...في الميناء زيناتٌ وتلويحُ بشائر
وزغاريدُ وبهجة ..وهتافاتٌ وضجة
والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر،
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم ، وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
يا عدو الشمس ...في الميناء زيناتٌ وتلويحُ بشائر
وزغاريدُ وبهجة ..وهتافاتٌ وضجة
والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر،
وعلى الأفق شراع يتحدى الريح واللُّجة ..
ويجتاز المخاطر
إنها عودة السندباد من بحر الضياع
عودة الشمس وإنساني المهاجــر
ولعينيها وعينيه ...
يمينا..لن أساوم..إنها عودة السندباد من بحر الضياع
عودة الشمس وإنساني المهاجــر
ولعينيها وعينيه ...
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم ..... سأقاوم..سأقاوم .
هناك تعليق واحد:
شكرا لكم على هذه الاذاعة الرائعة
إرسال تعليق