المعلمين الكرام ، زملائي الطلاب الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في مثل هذه الساعة يقف ملايين الطلاب في أنحاء العالم في طابور الصباح ، يوحدهم العلم ويجمعهم الكتاب ، فهناك زملاء لنا من أبناء الإنسانية ، بلادهم مختلفة ، ألوانهم مختلفة ، لغاتهم مختلفة ، ولكنهم جميعا ينتمون إلى آدم عليه السلام ، ونحن وهم أبناؤه الذين كرمهم الله تعالى ، وسخر لهم البر والبحر ، ورزقهم من الطيبات ، ولدوا أحرارا متساوين ، وفرقت بينهم الحروب والثروات ، وزرعت العنصرية بينهم الكراهية ، وجاءت المنظمات الإنسانية والقوانين الدولية لكي تعيد لهم حقهم في الحرية والمساواة والعدالة ، ونخصص إذاعة هذا الصباح للحديث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي ، وخير بداية مع كتاب الله وآيات يتلوها علينا الطالب : ……..
|
|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَآدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَـاهُمْ عَلَى كَثِير مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا(70) يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَـامِهِمْ فَمَنْ أُوتِىَ كِتَبَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا(71) وَمَنْ كَانَ فِى هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الاَْخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا(72)
|
|
الحديث الشريف ..
قال رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حجة الوداع :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، فإن أكرَمَكم عند اللهِ أتقاكم " .
|
|
4
متى نشأ القانون الدولي
بدأت نشأة القانون الدولي الإنساني بعد معركة شرسة دارت رحاها على أرض( سلفرينور) بمقاطعة( لومبارديا) بايطاليا، بين القوات النمساوية من جانب وقوات فرنسا وسردينيا من جانب آخر. تلك
المعركة خلفت خسائر بشرية هائلة من القتلى راح ضحيتها أكثر من 40000 شخص، بالإضافة لعدد مماثل من الجرحى الذين لقوا حتفهم بعد ذلك نتيجة للقصور في الخدمات الطبية. وسطر هذه المعركة المواطن السويسري ( هنري دونان) في كتابه "تذكار سلفرينو"، الذي هز وجدان العالم لما جاء فيه من أحداث مروعة.
ودعا دونان في نهاية كتابه إلى إعداد أفراد إغاثة طبية حياديين وقت السلم، لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية وقت الحرب. وانضم إليه فيما بعد أربعة مواطنين من سويسرا ليشكلوا اللجنة الخماسية، والتي عرفت فيما بعد باللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واستطاعت هذه اللجنة في عام 1864 حمل الحكومة السويسرية على عقد مؤتمر دولي شاركت فيه 16 دولة، نتج عنه إبرام اتفاقية جنيف لتحسين حال الجرحى في الجيوش الميدانية. والتي بمقتضاها تقدم الإسعافات الأولية والرعاية الطبية للمحاربين والجرحى والمرضى دون أي تمييز، وباحترام أفراد الخدمات الطبية الذين تميز أفرادها بشارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء. حيث كان ذلك بمثابة الخطوة الأولى لتدوين القانون الدولي الإنساني والتي تلاها عدة اتفاقيات دولية كان أهمها اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 والبرتوكولان الإضافيان لعام 1977
|
|
عزيزي الطالب ، هل تعلم أن هناك اتفاقية دولية تسمى اتفاقية أوتاوا أبرمتها دول العالم عام 1997 تحظر صناعة أو تجارة أو حيازة الألغام المضادة للأفراد ، وهي ألغام تنفجر إذا داس عليها الإنسان أو عبث بها ، وتقوم الجيوش بزراعتها لمنع دخول الأفراد منطقة معينة وتسمى هذه المناطق حقول الألغام . وتعهدت الدول الموقعة على الاتفاقية بإزالة كل الألغام المضادة للأفراد في الأراضي التي سيطرت عليها .
وهل تعلم عزيزي الطالب أنه يوجد في الضفة الغربية (15) حقلاً للألغام موزعة كالآتي:
• محافظة جنين: خمسة حقول في جنين (المقاطعة)، قباطية، عرابة، يعبد، بيت قاد.
• محافظة قلقيلية: يوجد حقلان شمال النبي إلياس، وغربي قرية جينصافوط.
• محافظة طولكرم: حقل واحد شرقي المدينة.
• محافظة القدس: (رام الله) توجد ثلاث حقول في شرقي قرية قطنة، وجنوب ما يسمى مستعمرة موفو حورون، وشرق تقاطع طريق بيت سيرا عسقلان.
• محافظة بيت لحم: يوجد حقلان جنوبي القدس، وشمال بيت لحم غرب قرية صور باهر، وجنوبي قرية حوسان.
• محافظة الخليل: يوجد حقلان، الأول قرب قرية صوريف، والثاني جنوب شرق محافظة الخليل قرب معسكر خُشم الدرج.
وأفضل حل للتعامل مع الألغام المضادة للأفراد هو عدم الاقتراب منها بأي حال من الأحوال
|
|
من قصيدة للشاعر أحمد مطر عن أمريكيا التي تدعي حماية حقوق الإنسان ، وهي من أكثر الدول انتهاكا لها لأنها تدعم وتشجع دولة إسرائيل التي تعتدي كل يوم على حقوق الإنسان ، يقول الشاعر : هُوَ مُعجزَةٌ.. ما جاءَ بهِ الأمريكانْ إذ فَتَّحَ في الحال لَدَيْنا أبصارَ جَميعِ العُميانْ وأثارَ الضجّةَ عارِمَةً في سَمْعِ جَميعِ الطرشانْ وَحَشا بِفَمِ الأبكمِ مِنّا عُنقوداً مِن ألفِ لِسانْ ! فإذا بِسياطِ الطُّغيانْ تتحوَّلُ أوتارَ كَمانْ يصدمها التّعذيبُ فتبكي وَتَفيضُ بعَذْبِ الألحانْ ! وإذا بضِباعِ البرّيَّةِ تَعوي لِضياعِ الحرّيةِ حامِلةً بينَ نَواجذِها أشلاءَ حُقوقِ الإنسانْ
|
وبالختام نشكر لكم حسن استماعكم ، ونتمنى من الله تعالى أن يجعلنا آمنين في وطننا فلسطين ، نحيا في أرضنا بأمن وكرامة وحرية ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق