الاثنين، 2 نوفمبر 2015

من اليابان

فاعتبروا يا أولي الآبصار:
تعزيز القيم يبني أمة

1  في اليابان تُدرَّس مادة من أول ابتدائي إلى سادس ابتدائي اسمُها "طريق إلى الأخلاق" يتعلَّم فيها التلاميذ الأخلاق والتعاملَ مع الناس!.
2- لا يوجد رُسُوب من أول ابتدائي إلى الصف الثالث؛ لأن الهدف هو التربية وغرْس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس التعليم والتلقين.
3- اليابانيون، بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسؤولان عن البيت والأولاد.
4 - الأطفال اليابانيون يُنظِّفون مدارسَهم كلَّ يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدَّى إلى ظهور جيل ياباني مُتواضِع وحريص على النظافة.
5- الأطفال في المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقَّمة، ويُنظِّفون أسنانَهم في المدرسة بعد الأكل، فيتعلَّمون الحفاظَ على صحَّتِهم منذ سنٍّ مُبكِّرة.
6- مديرو المدارس يأكلون أكلَ التلاميذ قبلهم بنصف ساعة؛ للتَّأكد من سلامته؛ لأنهم يَعتبِرون التلاميذَ مستقبلَ اليابان الذي تَجِب حمايته.
7- عامِلُ النظافة في اليابان يُسمَّى "مهندسًا صحيًّا" براتب 5000 إلى 8000 دولارٍ أمريكي في الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خَطيَّة وشفوية.
8- يُمنع استخدام الجوال في القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، والمسمَّى في الجوال لوضعيَّة الصامت هي كلمة: "أخلاق".
9- إذا ذهبتَ إلى مطعم بوفيه في اليابان ستلاحِظ أنَّ كلَّ واحدٍ لا يأخذ من الأكل إلا قَدْر حاجته، ولا يترك أحدٌ أيَّ أكلٍ في صحنه.
10- معدَّل تأخُّر القطارات في اليابان خلال العام هو 7 ثوانٍ في السنة؛ لأنه شعب يعرِف قِيمةَ الوقت، ويَحرِص على الثواني والدقائق بدقَّه متناهيه.

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

مربي أولا ومعلم ثانيا



حل معلم مكان معلم آخر قد غادر لإكمال دراسته العليا.
بدأ في شرح الدرس .. فسأل سؤال لطالباً من الطلاب.
ضحك جميع الطلاب لجوابه .. ذهل المعلم و أخذته الحيرة والدهشة ضحكٌ بلا سبب – لكن خبرته التدريسية علمته أن وراء الأكمة ما وراءها.
أدرك من خلال نظرات الطلاب سر الضحك وأن الطلاب يضحكون لوقوع السؤال على طالب غبي في نظرهم.
خرج الطلاب .. نادى المعلم الطالب و اختلى به وكتب له بيتاً من الشعر على ورقه وناولها إياه ، وقال: يجب أن تحفظ هذا البيت حفظاً كحفظ اسمك ولا تخبر أحداً بذلك.
في اليوم التالي كتب المعلم بيت الشعر على السبورة و قام بشرحه مبيناً فيه المعاني والبلاغة و .. الخ.
ثم مسح البيت وقال للطلاب : من منكم حفظ البيت يرفع يده ، لم يرفع أي طالب يده باستثناء ذلك الطالب رفع يده باستحياء وتردد، قال المدرس للطالب أجب .. أجاب الطالب بتلعثم وعلى الفور أثنى عليه المعلم ثناءً عطراً وأمر الطلاب بالتصفيق له.
الطلاب بين مذهول و مشدوه ومتعجب و مستغرب ..
تكرر المشهد خلال أسبوع بأساليب مختلفة وتكرر المدح والإطراء من المعلم والتصفيق الحاد من الطلاب.
بدأت نظرة الطلاب تتغير نحو الطالب.
و بدأت نفسية الطالب تتغير للأفضل .. بدأ يثق بنفسه ويرى أنه غير غبي - كما كان يصفه معلمه السابق ..
شعر بقدرته على منافسة زملائه بل والتفوق عليهم.
ثقته بنفسه دفعته إلى الاجتهاد والمثابرة والمنافسة والاعتماد على الذات.
اقترب موعد الاختبارات النهائية .. اجتهد .. ثابر .. نجح في كافة المواد.
دخل المرحلة الثانوية بثقة أكثر وهمة عالية .. زاد تفوقه .. حصل على معدل أهله لدخول الجامعة .
أنهى الجامعة بتفوق، واصل دراسته حصل على الماجستير .. والآن يستعد لمواصلة الدكتوراه.
قصة نجاح كتبها الطالب بنفسه في إحدى الصحف داعياً لمدرسه صاحب بيت الشعر أن يثيبه الله خير الثواب.
الناس نوعان:
نوع مفاتيح للخير مغاليق للشر، يحفز .. يشجع .. يأخذ بيدك.. يمنحك الأمل والتفاؤل .. يشعر بشعور الآخرين .. صاحب مبدأ ورسالة .
نوع آخر مغاليق للخير.. مفاتيح للشر.. مثبط .. قنوط .. ليس له مهمة سوى وضع العراقيل والعقبات أمام كل جاد. دأبه الشكوى والتذمر والضجر وندب الحظ.
الطالب كان ضحية هذا النوع من الناس لكن عناية الله سخرت له مدرساً من النوع الأول .. فكتب له النجاح في دراسته.
أيها الأب و أيتها الأم و أيها المعلم و أيتها المعلمة ، من أي نوع أنتم ؟
اللهم اجعلنا ممن يعين على فعل الخير ويدخل السرور على الآخرين
..
واجعلنا يا إلهي مفاتيح للخير مغاليق للشر 

الأحد، 20 سبتمبر 2015

يــا قــدس


للشاعر عبد الرحمن العشماوي
ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبانوا **** فلقد يَذوبُ بما يقولُ لسانُ

لغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُها **** فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيانُ

يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا **** ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجدانُ

لغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها **** وتألَّقتْ بجلالها الأَذهانُ

يجري بها شعري إليكم مثلما **** يجري إلى المتفضِّل العِرْفانُ

لغةُ الوفاء، ومَنْ يجيد حروفَها **** إلا الخبير الحاذق الفنَّانُ؟

أرسلتُها شعراً يُحاط بموكبٍ **** من لهفتي، وتزفُّه الألحانُ

ويزفُّه صدقُ الشعور وإِنَّما **** بالصدق يرفع نفسَه الإِنسانُ

أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لم تزلْ **** في البحر، حار بأمرها الرُّبَّانُ

والقدس أرملةٌ يلفِّعها الأسى **** وتُميت بهجةَ قلبها الأحزانُ

شلاَّلُ أَدْمُعِها على دفَقاته **** ثار البخار فغامت الأَجفانُ

حسناءُ صبَّحها العدوُّ بمدفعٍ **** تَهوي على طلقاته الأركانُ

أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ **** شمَّاءَ ضاق بصبرها العُدوانُ

ألْقَى إليها السَّامريُّ بعجله **** وبذاتِ أَنواطٍ زَهَا الشَّيْطَانُ

نَسي المكابرُ أنَّ عِجْلَ ضلالِه **** سيذوب حين َتَمُّسه النيرانُ

حسناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، ودارُها **** مهدومةٌ، ورضيعُها عُريانُ

وضَجيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها **** فَزَعاً تَضَاعف عنده الَخَفقانُ

بالأمسِ ودَّعها ابنُها وحَليلُها **** وابنُ اْختها وصديقُه حسَّانُ

واليوم صبَّحتِ المدافعُ حَيَّها **** بلهيبها، فتفرَّق الجيرانُ

باتت بلا زوجٍ ولا إِبنٍ ولا **** جارٍ يَصون جوارَها ويُصَانُ

يا ويحَها مَلَكتْ كنوزاً جَمَّة **** وتَبيت يعصر قلبَها الِحرْمانُ

تَستطعم الجارَ الفقيرَ عشاءَها **** ومتى سيُطعم غيرَه الُجوْعَانُ

صارتْ محطَّمةَ الرَّجاء، وإنَّما **** برجائه يتقوَّت الإِنسانُ

يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا **** وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ

من أين نأتي، والحواجزُ بيننا: **** ضَعْفٌ وفُرْقَةُ أُمَّةٍ وهَوانُ؟

من أين نأتي، والعدوُّ بخيله **** وبرَجْلهِ، متحفِّزٌ يَقْظَانُ؟

ويَدُ العُروبةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ **** للمعتدي وإشارةٌ وبَنانُ؟

ودُعاةُ كلِّ تقُّدمٍ قد أصبحوا **** متأخرين، ثيابُهم أَدْرَانُ

متحدِّثون يُثَرْثِرُون أشدُّهم **** وعياً صريعٌ للهوى حَيْرانُ

رفعوا شعارَ تقدُّمٍ، ودليلُهم **** لِينينُ أو مِيشيلُ أو كاهانُ

ومن التقدُّم ما يكون تخلُّفاً **** لمَّا يكون شعارَه العصيانُ

أين الذين تلثَّموا بوعودهم **** أين الذين تودَّدوا وأَلانوا؟

لما تزاحمت الحوائجُ أصبحوا **** كرؤى السَّراب تضمَّها القيعانُ

كرؤى السَّرابِ، فما يؤمِّل تائهٌ **** منها، وماذا يطلب الظمآنُ؟

يا قدس، وانتفض الخليلُ وغَزَّةٌ **** والضِّفتان وتاقت الجولانُ

وتلفَّت الأقصى، وفي نظراته **** أَلَمٌ وفي ساحاته غَلَيانُ

يا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم يزلْ **** للجرح فيها جَذْوةٌ ودُخانُ

يا قدس، وانكسرتْ على أهدابها **** نَظَراتُها وتراخت الأَجفانُ

يا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي **** قمرٌ يدنِّس وجهَه استيطانُ

ورأيتُ طوفانَ الأسى يجتاحُها **** ولقد يكون من الأسى الطوفانُ

كادت تفارق مَنْ تحبُّ ويختفي **** عن ناظريها العطف والتَّحنانُ

لولا نَسائمُ من عطاءِ أحبَّةٍ **** رسموا الوفاءَ ببذلهم وأعانوا

سَعِدَتْ بما بذلوا، وفوقَ لسانها **** نَبَتَ الدُّعاءُ وأَوْرَقَ الشُّكرانُ

لكأنني بالقدس تسأل نفسَها **** من أين هذا الهاطلُ الَهتَّانُ؟

من أين هذا البذلُ، ما هذا النَّدى **** يَهمي عليَّ، ومَنْ هُم الأَعوانُ؟

هذا سؤال القدس وهي جريحةٌ **** تشكو، فكيف نُجيب يا سَلْمانُ؟

ستقول، أو سأقول، ما هذا الندى **** إلاَّ عطاءٌ ساقه المَنَّانُ

هذا النَّدى، بَذْلُ الذين قلوبُهم **** بوفائها وحنانها تَزْدَانُ

أبناءُ هذي الأرض فيها أَشرقتْ **** حِقَبُ الزمان، وأُنزِل القرآنُ

صنعوا وشاح المجد من إِيمانهم **** نعم الوشاحُ ونِعْمَتِ الأَلوانُ

وتشرَّف التاريخ حين سَمَتْ به **** أخبارُهم، وتوالت الأَزمانُ

في أرضنا للناس أكبرُ شاهدٍ **** دينٌ ودنيا، نعمةٌ وأَمانُ

هي دوحةُ ضَمَّ الحجازُ جذورَها **** ومن الرياض امتدَّت الأَغصانُ

الأصل مكةُ، والمهاجَرُ طَيْبةٌ **** والقدسُ رَوْضُ عَراقةٍ فَيْنَانُ

شيمُ العروبة تلتقي بعقيدةٍ **** فيفيض منها البَذْلُ والإحسانُ

للقدس عُمْقٌ في مشاعر أرضنا **** شهدتْ به الآكامُ والكُثْبانُ

شهدت به آثارُ هاجرَ حينما **** أصغتْ لصوت رضيعها الوُديانُ

شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى **** يهتزُّ حتى سالت الُحْلجانُ

ودعاءُ إبراهيمَ ينشر عطره **** في الخافقين، وقلبُه اطمئنان

هذي الوشائج بين مهبط وحينا **** والمسجد الأقصى هي العنوانُ

هو قِبلةٌ أُولى لأمتنا التي **** خُتمت بدين نبيِّها الأديانُ

أوَ لَمْ يقل عبدالعزيز وقد رأى **** كيف الْتقى الأحبار والرُّهبانُ

وأقام بلْفُورُ الهياكلَ كلَّها **** للغاصبين وزمجر البُركان

وتنمَّر الباغي وفي أعماقه **** حقدٌ، له في صدره هَيجَانُ

وتقاطرتْ من كلِّ صَوْبٍ أنْفُسٌ **** منها يفوح البَغْيُ والطغيانُ

وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم **** طَرْدُ الأصيل لتخلوَ الأوطانُ

وفد اليهود أمامهم أحقادهم **** ووراءهم تتحفَّرُ الصُّلبان

أوَ لم يقل عبدالعزيز، وذهنُه **** متوقدٌ، ولرأيه رُجْحَانُ

وحُسام توحيد الجزيرة لم يزلْ **** رَطْباً، يفوح بمسكه الميدانُ

في حينها نَفضَ الغُبارَ وسجَّلَتْ **** عَزَماتِه الدَّهناءُ والصُّمَّانُ

أوَ لم يَقُلْ، وهو الخبيرُ وإِنما **** بالخبرةِ العُظْمى يقوم كيانُُ:

مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعموا **** شعبَ الإِباءَ فإنهم فُرْسَانُ

شَعْبٌ، فلسطينُ العزيزةُ أَنبتتْ **** فيه الإباءَ فلم يُصبْه هَوانُ

شَعْبٌ إذا ذُكر الفداءُ بَدا له **** عَزْمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وسنانُ

شعبٌ إذا اشتدَّتْ عليه مُصيبةٌ **** فالخاسرانِ اليأسُ والُخذلاُن

لا تُخرجوهم من مَكامنِ أرضهم **** فخروجُهم من أرضهم خُسران

هي حكمةٌ بدويَّة ما أدركتْ **** أَبعادَها في حينها الأَذهانُ

يا قُدْسُ لا تَأْسَي ففي أجفاننا **** ظلُّ الحبيبِ، وفي القلوبِ جِنانُ

مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يرى **** أقصاكِ في صَلَفِ اليَهودِ يُهانُ

يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ

حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ

ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ

يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ

واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ