الأربعاء، 27 فبراير 2013

الرزق معلوم والاجل محتوم

  
حدَث إبان الثورة الأمريكية أن رأى الوزير المالي للمستعمرات الشرقية روبرت موريس
حلما أنه سيُقتل بقذيفة مدفعية أثناء زيارته لإحدى سفن البحرية في اليوم التالي، وقد أقلقه الحلم لدرجة أنه فكَّر في إلغاء الزيارة، إلا أنه عدل عن رأيه، وقرر
اتخاذ «الاحتياطات» اللازمة، فأصدر أوامره إلى قائد السفينة بأن لا تطلق مدافع التحية أبدا حتى يعود إلى الشاطئ، كما حذَّره من ملء الجنود لأي أسلحة نارية أو وجود أي بارود على ظهر السفينة، وبالفعل انتهت الزيارة بسلام، واستقل موريس وأعوانه أحد القوارب نحو الشاطئ، وفي تلك الأثناء كان قائد السفينة يراقب وصول القارب، فوقفت ذبابة على أنفه فرفع يدها ليبعدها، فظن أحد الجنود أنها إشارة البدء بإطلاق مدافع التحية، وهكذا أطلق الجندي قذيفة انحرفت باتجاه القارب الذي يستقله موريس فتسببت في موته وهو يُهِمُّ بالنزول إلى الشاطئ!!وصدق رسول الله - صلى الله عليه و سلم - حين قال: «إن روح القدس نفث في روعي : أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ».

خالد بن الوليد .. رمى بنفسه في مواطن القتل كلها، فما قتله سيف الحرب إنما قتله سيف المرض فمات على فراشه،
إنها الشجاعة التي صاغها عمر بن عبد العزيز دعاءً حين عرضوا عليه أن يتخذ حرسا، ويحترز في طعامه وشرابه، فرفع الراشد الخامس يديه إلى السماء داعيا بصدق وخشوع: اللهم إن كنتَ تعلم أني أخاف دون القيامة شيئا فلا تُؤَمِّن خوفي!!
وصدق محمد إقبال حين قال:إني رأيت الخوف في الدنيا عدوا للعمل
هو مطفئٌ نورَ الرجاء وسالبٌ كنزَ الأمل
يرمي الإرادة بالتزلزل والعزيمة بالخَوَر
ومن احتواه الخوف لا يجني من الروض الثمر
ثم بيَّن حلاوة عقبى الشجاعة وسوء عاقبة الجبن فقال
المؤمن الوثَّاب تعصِمه من الهـــول السكـينه
والخائف الهيَّاب يغرق وهو في ظل السفيـنه
تلقاه عند شبـابه هرما قد انحطّت قـواه
وتعثَّـرت قدماه قبل الخَطْو وارتعشت يـداه

ليست هناك تعليقات: