الجمعة، 18 أبريل 2014

الملاك والشيطان


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يــحكى أن حاكم ايطالي دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين
مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي ف ي البلاد
امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان
لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله.
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..وعثر على طفل بريء وجميل
تطل السكينة من وجهه الأبيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعادة
ذهب معه الى أهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل أمامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي و بعد شهر أصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس و كان نسخه من وجه الطفل و لم ترسم لوحه أروع منها في ذلك الزمان
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان
و كان الرجل جادا في الموضوع
لذا بحث كثيراًو طال بحثه لأكثر من اربعين عاماو أصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيةلذلك أعلن عن جائزة كبرى ستمنح لأكثر الوجوه إثارة للرعب و قد زار الفنان السجون و العيادات النفسية و الحانات .و أماكن المجرمين لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين و ذات مره عثر الفنان فجاه على(الشيطان!)
و كان عبارة عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاوية ضيقه داخل حانه قذرة
اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع ..و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل و كان قبيح المنظر ..كريه الرائحة ..أصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين!و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الأسنان فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنية الغالية
جلس الرسام أمام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً إليها ملامح ( الشيطان !)
و ذات يوم
التفت الفنان الى الشيطان الجالس أمامه و إذا بدمعه تنزل على خده
فاستغرب الموضوع
و سأله إذا كان يريد ان يدخن أو يحتسي الخمر!
فأجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق

(أنت يا سيدي زرتني منذ أكثر من اربعين عاما حين كنت طفلا صغيرا و استلهمت من وجهي صوره الملائكة وأنت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان لقد غيرتني الأيام و الليالي حتى أصبحت نقيض ذاتي)
نخلق جميعنا كالملائكة ولكن نحن والظروف من يغير ويشوه صورتنا

ليست هناك تعليقات: